• عدد المراجعات :
  • 2443
  • 2/15/2011
  • تاريخ :

الإمامة في القرآن  - الإمامة عند الشيعة مفهوم يناظر النبوّة

الورد

ثم آية في القرآن عجيبة تقع في سياق مجموعة هذه الآيات عن الإمامة وهذه الآية ترتبط بشخص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، بل هي تتصل بمسألة الإمامة نفسها، وفي نطاق المعنى الذي عرضناه ونعود للإشارة إليه مجددا.

ذكرنا - فيما سبق - أنه خطأ كبير، ذلك الذي وقع به المتكلمون المسلمون منذ القديم، وهم يطرحون الإمامة في صيغة السؤال التالي: ما هي شرائط الإمامة؟ فهذه الصيغة في الطرح تستبطن فرضية فحواها أن أهل السنة يقبلون الإمامة كما نقبلها نحن الشيعة، وغاية ما هنالك أننا نختلف معهم في شرائطها، إذ نقول نحن بالعصمة والنص شرطين في الإمام، ولا يعتقد الطرف الثاني بهما.

وواقع الحال أن الإمامة التي نعتقد بها نحن الشيعة لا يعتقد بها السنة أساسا، وما يعتقد به أهل السنة باسم الإمامة هو تعبير عن الشأن الدنيوي في الإمامة، الذي يُعدّ أحد شؤونها.

مثال ذلك: هو ما نلتقي به في مضمار النبوة، فأحد شؤون النبي أنه كان حاكما للمسلمين، بيدَ أن ذلك لا يعني أن تكون النبوة مساوية للحكم والحكومة، النبوة بحدّ ذاتها حقيقة تنطوي على آلاف القضايا، ولكن من شؤون النبي - كما أسلفنا- أنه بوجوده لا يحتاج المسلمون إلى حاكم آخر، لأنه هو الحاكم.

أمّا الإمامة عند الشيعة فهي تأتي تالي تلو النبوّة، بل هي أرفع من بعض درجات النبوة. فأُولو العزم من الأنبياء هم الذين جمعوا الإمامة إلى النبوة، وكثير من الأنبياء لم يكونوا أئمة، أما أولو العزم فقد بلغوا رتبة الإمامة في آخر المطاف.

ما يذهب إليه أهل السنّة أن الإمامة تعني الحكومة (الإمامة تساوي الحكومة) وأن الإمام يعني الحاكم الذي يوجد بين المسلمين، وهو من هذه الحيثية شخصٌ من المسلمين يجب عليهم انتخابه لممارسة الحكم.

وبهذه الصيغة لم يتعدَّ أهل السنّة في الإمامة أكثر من حدّ الحكومة.

أمّا الإمامة عند الشيعة فهي تأتي تالي تلو النبوّة، بل هي أرفع من بعض درجات النبوة. فأُولو العزم من الأنبياء هم الذين جمعوا الإمامة إلى النبوة، وكثير من الأنبياء لم يكونوا أئمة، أما أولو العزم فقد بلغوا رتبة الإمامة في آخر المطاف.

ومحل الشاهد في الكلام: أننا لا نسأل عن الحاكم من يكون في حال وجود النبي، ذلك أن للنبي جنبة فوق بشرية (في صلته بالسماء وانفتاح الغيب عليه) وكذلك لا معنى للسؤال عن شخص آخر يتولى زمام الحكم بوجود الإمام. إنما يمتلك الحديث عن هذا الشخص - مبرراته الموضوعية - في حال عدم وجود الإمام( وذلك بافتراض عدم وجوده مطلقا، أو لغيابه كما هو الحال في زماننا).

ما يجب أن نحذر منه هو خلط مسألة الإمامة بمسألة الحكومة، ثم أن نتساءل على أساس ذلك الخلط: ما هو موقف أهل السنة، وما هو موقفنا؟ فالإمامة مسألة أخرى غير الحكم، وهي عند الشيعة ظاهرة ومفهوم يناظر النبوة في أعلى درجاتها.

نخلص مما مرّ في الفارق بين الشيعة والسنة، إلى أننا نعتقد بالإمامة، والسنة لا يقولون بها من الأساس، وليس الأمر أنهم يعتقدون بها ويختلفون معنا في شروط الإمام، بأن يضعوا له شروطا غير التي نعتقد بها.

الامامة،الشيخ مرتضى مطهري، المترجم:جواد علي كسّار


الإمامة في القرآن - مَن هو الظالم؟

آية اليوم يئس الذين ومسألة الإمامة - المحكمات والمتشابهات

الإمامة في القرآن - الشواهد التاريخية

الإمامة في رؤية الأئمة الأطهار- شرائط الإمامة ومواصفاتها

الإمامة في رؤية الأئمة الأطهار- حديثان عن الإمام الصادق

الإمامة في القرآن - اليوم أكملت لكم دينكم

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)